LinaPresse-متابعة
في هاته السلسلة "حتى لا ننسى" سنحاول سرد عدد من الذكريات التي رافقت فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني الذي استطاع
أن يحكم المملكة بيد من حديد طيلة عقود ، كما سنسلط الضوء على أبرز غضبات الحسن الثاني و أشهر الطرائف و المواقف و
الأحداث التي عاشها المغاربة في فترة حكمه و كذا بعض الأحداث التي شهدتها الحقبة لأبرز الشخصيات التي عاصرت الراحل
الحسن الثاني و ذلك استنادا لمختلف المؤلفات و الروايات و الشهادات التي أرخت لتلك الفترة و كذا اقتباسات إعلامية لأهم
الحوارات التاريخية لشخصيات عايشت تلك المرحلة..
في هدا العدد من سلسلة "حتى لا ننسى" سنكمل أحداث الحلقات الماضية و سنتطرق لغضبة الحسن الثاني إبان تعيين وزراء
الحكومة و قولته الشهيرة "ايلا بغيت نرجع شيفوري وزير نرجعو".
لم يكن الملك الداهية الراحل الحسن الثاني مجرد شخصية عادية ، بل كان و ما يزال أحد أبرز الشخصيات التي بصمت إسمها في
سجلات التاريخ لدرجة أن عددا من كلماته و أقواله أصبحت في زمكاننا هذا مضرب مثل في عديد الأمور.
فرغم الهدوء الكبير الذي كان يبدو على ملامح الراحل غير أن غضباته كانت دائما تخلق الحدث ، و من أبرز تلك الغضبات التي
سجلها التاريخ الحافل للحسن الثاني تلك التي شملت بعض زعماء الأحزاب السياسية.
فمرة كانت المشاورات حامية بين القصر وبعض زعماء الأحزاب السياسية حول تشكيل الحكومة ، هؤلاء تحفظوا على تعيين
بعض الأسماء التي اقترحها الملك ليأتي الغضب الحسني الصارخ وملزما إياهم حدهم بالقول: "ما تكولوش ليا شكون نعين ، أنا
الشيفور ديالي إيلا بغيت نردو وزير يولي وزير".
غضب الملك لم يكن يقتصر على تحفظات التعيين بل أيضا على طلبات الإعفاء من المناصب ، فمرة في سنة 1995 و أثناء محاولة
التناوب الأولى التي باءت بالفشل رفض حزب الاستقلال في شخص امحمد بوستة و الإتحاد الإشتراكي في شخص محمد
اليازغي الاشتراك في حكومة تضم إدريس البصري ، أحد الرجلين -حسب روايات إعلامية لمصادر عايشت الحدث- طلب من
وزير الداخلية أن يتقدم الى الملك طالبا إعفاءه من منصبه حتى يحل المشكل ، غير أن الفكرة "أرعبت" البصري الأمر الذي جعله
يصرخ: "شكون أنا لي نقول لسيدنا اعفيني ، راه هو لي كيتصرف و رحم الله من عرف قدر نفسه".عن مغرس.
-يتبع في الحلقة القادمة-